الفنان أيوب طارش.. الصوت الذي تلاشت أمامه اختلافات اليمنيين

تشهد الساحة اليمنية اليوم صراعا سياسيا ساخنا لم تشهد البلاد مثله من قبل، ويكاد هذا الصراع يطغى على اهتمامات اليمنيين في الشارع وأماكن التجمعات العامة والمقايل وفي كل مكان.

لا يشغل بال اليمنيين هذه الأيام شيء آخر غير السياسة، وبالتحديد نظام الحكم القائم، إذ انقسم اليمنيون إزاء هذه القضية في قسمين الأول يرى ضرورة تغيير هذا النظام، بينما يرى البعض عدم وجود ضرورة لذلك ويطالب بإصلاح الأوضاع في ظل وجود النظام القائم.

وبين هذين القسمين، وكل التيارات الفكرية يكاد شخص واحد يحظى بإجماع الكل، ويتغنى به الكل بلا استثناء، إنه الفنان أيوب طارش عبسي.

ويلاحظ هذا الإجماع حينما يتجول أحدنا بين فعاليات الاحتجاجات التي ينفذها أنصار الرئيس صالح ومعارضيه، حيث أصبحت أغاني أيوب طارش الوطنية وجبة يومية وملتقى لا يختلف حول سماعها أحد، وصار صوت هذا الفنان الأعلى في كل ميادين الاحتجاجات المعارضة والمؤيدة على حد سواء، وحتى في قنوات التلفزة الحكومية والمعارضة.

ليس هذا فحسب بل إن الفنان أيوب طارش أصبح الصوت الصداح في قناة سهيل الفضائية التي يديرها التجمع اليمني للإصلاح الحزب المعروف عنه توجهه الإسلامي، والذي يبنى بعض أعضاؤه رأيا فقهيا محرما للغناء والموسيقى.

وفي ساحة التغيير بجامعة صنعاء التي يخيم فيها معارضو الرئيس لا فرق بين ذوو الإتجاه الإسلامي وذوو الإتجاه اليساري من إشتراكيين وناصريين فالكل يرقص على أغاني أيوب طارش العبسي الثورية والوطنية، والكل يصفق لها ويطرب لسماعها.

ويقول الأديب والشاعر عبدالغني المقرمي “إضافة إلى جمال الموهبة التي أعطاها الله الفنان أيوب طارش، يتمتع هذا الفنان بتجربة فنية صادقة وبوعي فني عالي يدل على ذلك المواءمة ما بين ألحانه وما بين الكلمات التي حصل عليها من شعراء مختلفين”.

وأضاف في حديث لـ”المصدر أونلاين”: ثمة تماه عجيب وتعبيرات صادقة تجعل منه فنانا عميق الإحساس يعطي للكلمة لونها الصوتي حزنا ومرحا وحماسة إضافة إلى تعمقه في الموروث الشعبي بوصف الموروث الشعبي بؤرة إجماع فني بين مختلف شرائح المجتمع. ويتابع المقرمي قوله “غير أن تعامله مع هذا الموروث ليس تعامل ناقل مجرد وإنما يضفي عليه مما حباه الله تعالى من جمال الصوت وحسن الأداء.

لافتاً إلى أن “ما يحسب لأيوب طارش هو نقاء صوته فهو يغني بطبقة متوسطة بين القرار والجواب، لكنها طبقة صافية مما جعل ألحانه قابلة لاستيعاب شتى الأغراض”. وأضاف “الفنان أيوب طارش عبر عن هموم الإنسان اليمني آمالا وآلاما، ووجد في ثنائيته مع الشاعر عبدالله عبدالوهاب نعمان منطلقا فنيا جعل منه محل إجماع حتى لدى النخبة المثقفة.

وقال المقرمي إن مبادرة أيوب إلى الأغاني التي صورت الغربة ومعاناة الاغتراب خاطبت اليمني حتى وهو خارج وطنه، مما وسع من قاعدته الجماهيرية وأن مسألة التحسين والتجويد مسألة مهمة فأيوب – كما يضيف المقرمي – على مدى مشواره الفني الممتد لأربعين عاما، لم يأت الكم لديه على حساب الكيف، وإنما أدى أغان لا تزال حية في وجدان الناس بسبب اهتمامه بها وسهره على تلحينها واختيار كلماتها قبلا، وكل ذلك أدى إلى أن تظل أغانيه حية متجددة في ذاكرة الناس.

ويعرف الفنان أيوب طارش بأغانيه الوطنية الثورية، وله شرف غناء “رددي أيتها الدنيا نشيدي” وهي قصيدة عبدالله عبدالوهاب نعمان التي اختيرت نشيدا وطنيا للبلاد بعد الوحدة في عام 1990م.

المصدر: المصدر أونلاين

معلومات عنّا revolutiontaiz
صادق غانم كاتب وناشط حقوقي ومدون يمني

أضف تعليق